كنت ما أزال طالبا في المدرسة الثانوية حين سمعت ان عددا من الطلبة تزوجوا بهذه الطريقة و انهم يعتقدون ان هذا هو الزواج الشرعي الذي أحله الله . كنت وقتها ورغم صغر سني مقتنعا بانه زواج مخالف للدين و للقانون ايضا الا انني لم أدرك انها ظاهرة خطيرة الا بعد ان انتقلت للدراسة في الجامعة فوجدت ان الظاهرة اكبر و اخطر بكثير مما ظننت.
وللاسف ارتبطت هذه الظاهرة ب ” الشباب الملتزم ” , فبعضهم ( المتشدد ) راى ان الدولة كافرة و ان اهله ضالون ومفتنونون و بالتالي فلا سبيل له الى الزواج الا بهذه الطريقة الشاذة. فكان يكفي ان يقنع الشاب الشابة بان الله سبحانه و تعالى يبارك مثل هذا الزواج و انه لا حاجة لقانون الدولة الطاغوتية حتى يبدأ الاثنان حياة زوجية تنتهي غالبا بمشاكل لاأول لها و لا آخر . والضحية هم الابناء الذين يتحولون في نظر القانون و الاهل الى ” اولاد زنا ” وهذه جريمة كبرى ترتكب في حق هؤلاء الابرياء .
تفسيري لهذه الظاهرة ان الشاب ” الملتزم ” تسيطر عليه شهوته كباقي الشباب و لانه يتحرج كثيرا في تفريغها في ما حرم الله فانه يعتقد ان هكذا ” زواج ” شاذ يضفي شرعية دينية على هذه العلاقة الجنسية و بالتالي يحقق له اشباعا جنسيا . ومايؤكد هذا الامر ان معظم هذه الزيجات لاينجبون الابناء الا بعد مدة طويلة وخاصة بعد ان يحولوا زواجهم هذا الى عقد رسمي يباركه القانون . الظاهرة اثيرت خلال السنتين الماضيتين في المغرب بشكل خاص بعد الاعتقالات العشوائية التي همت بالاساس اتباع بعض الجماعات التي يغلب عليها التشدد فاكتشف ان الكثير من هؤلاء لهم زوجات و ابناء ولكن لا رابط بينهم الا ” زوجتك نفسي على سنة الله و رسوله ..”.
هذا بالطبع نوع من الزواج العرفي و لكنه يحمل طابعا دينيا لان من يقتفرون هذا الخطأ يجدون له بعض المبررات الدينية الواهية التي لا تصمد امام قوة ووضوح شرع الله . وحتى نكون واضحين مع انفسنا و مع اخواننا و اخواتنا اقول ان هذا الامر ” زنا ” لا أقل و لا أكثر . انا هنا اتحدث عن زواج سري بين شاب و شابة ليس معهما اي شاهد و كل ما يجمعهما جملة ” زوجتك نفسي “.